...................... بسم الله الرحمن الرحيم ...........................
.................... إهــــــــــــداء ..........................
إلى كل حواء يمتلئ قلبها بالحب .. والود والحنان .
إلى كل حواء ... ترغب في صدق الحفاظ على جنتها .. والعيش بأمان
إلى كل آدم .. انطفأت البسمة من على شفاهه .
إلى كل آدم .. قاسى من تقصير حواء في حقوقه وواجباته .
إليها ... أهدي هذا الكتاب راجية أن تتعانق الأرواح في حب
وتسامح ووفاء . .......................... الكاتبة....
.................................................. ....
........................ " الــمــقــدمـــــة " ............................
تعيش حواء اليوم واقعا تعصف به تيارات مختلفة قلبت كثيراً من المفاهيم
وأضعفت كثيراً من القيم المحمودة .
ولما كانت حواء هي نقطة الارتكاز في المجتمع , وهي البؤرة الأساس , لأنها
الأم والأخت والزوجة والابنة , ترصدتها العيون , وحاصرتها القوى الخبيثة
من كل جانب تبغي فسادها , لتفسد الأسرة بأسرها , ويتصدع المجتمع الإسلامي , ويتفكك .
ولما كنت إحدى بنات حواء , وأعلم بهن , وأخبر بنفسياتهن , وأقرب إلى
مشكلاتهن من الرجل – فالمرأة أقرب للمرأة – حاولت جاهدة أن أتعايش مع
حواء , وأدلف إلى داخلها أفتش , وأنقب عن كل ما يزعج أدمها , لعلي أفلح
في رأب الصدع , وإصلاح ذات البين , ورسم البسمة الهانئة على شفاه آدم
بإعادة الثقة إلى قلبه , والهدوء إلى نفسه .
فحواء التي حيرت العلماء , والأدباء , والشعراء , والفلاسفة – فعدوها لغزاً
لا يمكن معرفة أسراره , وفك رموزه ومخلوقاً عجيباً عجزت الخلائق عن
معرفة نفسيته , فهي عندهم تجمع بين القوة والضعف , والجمال والقبح ,
والحب والبغض , والوفاء والغدر , فهي حصيلة من المتناقضات السلوكية
العجيبة - ما هي إلا مخلوقة رقيقة ناعمة , ظلمتها أقلام القوم , لأنهم عجزوا
عن فهم طبيعتها , وبالتالي فشلوا في التعامل معها , وإصلاح ما اعوج من أمرها .
ولكن هناك من تمكن من سبر أغوار المرأة , وفتق أكمام أسرارها ,
وأطلع آدم على نفسيتها , ووضع له أسس فن التعامل معها , حتى
يتمتع بارتشاف رحيقها , ذاك هو الإسلام , ومن هذا النبع بدأت
أستقي أفكاري وأخذت أذكر حواء بآيات الله – سبحانه وتعالى –
وبأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم , وبسيرة أمهات
المؤمنين , والصحابيات الكريمات رضوان الله عليهن جميعاً ,
هادفة إلى رؤية الأسرة المسلمة وهي ترفل في سعادة ورفاء ,
فيتحقق بذلك الهدف من وجودها , وهو تعمير الأرض , ونشر كلمة التوحيد .
وأحب أن أوضح لحواء بأنني لا أقصد بلفظ حواء أن أعم جميع
النساء , فهناك من النساء من يعجز الوصف عن الإحاطة بمناقبهن ,
وحسن عشرتهن ، ولكني أؤمن بالمثل القائل : " لكل حسام نبوة ,
ولكل جواد كبوة , ولكل حليم هفوة , ولكل كريم صبوة " .
فكل أمريء معرض للنسيان فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( كل ابن آدم
خطاء , وخير الخطائين التوابون ) .
وأؤمن كذلك بأن حواء أكثر واقعية من آدم , فهي لا تتردد في الاعتراف
بخطئها , ولا تحجم عن إصلاح أمرها , وهذه الحقيقة قد اعترف بها
آدم , فقال : " مشكلة الرجل أنه لا يعترف بأخطائه , ويزيد على هذا
بأن ينسب مسؤولية هذه الأخطاء إلى غيره في هيئة ثورة , وغضب
يشعرانه أنه على حق , ولم يرتكب أي خطاء , أما المرأة فهي أكثر
واقعية من الرجل , وأكثر شجاعة منه , وأقدر على تكييف حياتها
في كل الظروف , فهي قلما تتردد في الاعتراف بأخطائها حتى لو لم تكن
مسؤولة مباشرة عن الأخطاء " .
وأخيرا .. أقول لحواء ما شجعني على الكتابة لك إلا ثقتي وإيماني بوفائك ,
وحرصك على بقاء جنتك , وتفانيك , في إرضاء آ دمك لأنك مجبولة على
إنكار الذات , وحب الخير .....
.................................................. .......................................
................................ ماذا تريد حواء .................................
حواء اليوم .. تنكرت لأنوثتها , ووأدت أمومتها جرياً خلف المكانة
الاجتماعية , وتحقيق الذات , فخرجت إلى العمل , وجرت لاهثة في ساحات
العلم , وتشبثت بأستار الهيئات الاجتماعية , تريد أ ن تضرب في كل مكان
بسهم , متناسية وظيفتها الأولى , وهي ربة الأسرة 0
فحواء .. قبل أن تتزوج لها أن تسهم في كل مجال أرادت حتى تشغل وقتها
بكل ما هو مفيد ونافع , فواجبها الأول والأخير هو استغلال أوقات الفراغ
بما يعود عليها وعلى مجتمعها بالخير .
أما إذا تزوجت .. فيجب أن تعي أن حياتها الأولى قد تغيرت , وأن وظيفتها
الأولى أصبحت هي البيت والأولاد , وإن كانت تحمل أكبر الشهادات .
ولكن للأسف نجد المرأة تريد أن تحصل على كل شيء , تريد أن تتعلم ,
وتحصل على أكبر الشهادات , وفي نفس الوقت تريد أن تعمل وتحصل على
أرفع المناصب , وتريد أن تتزوج وتحصل على أفضل زوج , وتريد أن تلد
لتحصل على أكبر قدر من الأولاد , وتريد أن تخرج إلى المجتمع لتحصل على
أعظم المراكز الاجتماعية وفي أوسع نطاق !!!
وفي النهاية .. وبعد الجري اللاهث تجد نفسها تجري خلف سراب , وأن كل
آمالها قد انهارت , لأنها بنتها على أساس ضعيف واه .
فعلى المرأة .. أن تتريث وتتعقل , وأن تحدد خطوط مسيرتها في الحياة ,
وتحدد الأولويات لتعطيها حقها كاملاً , ثم تنظر إلى الأمور الثانوية وتأخذ
منها بقدر استطاعتها دون تعد على الأولويات المفروضة .
فإذا أرادت أن تتزوج فلتجعل البيت والأولاد هو هدفها الأول والأخير ,
فإذا أدت كل ما عليها من حقوق وواجبات تجاه بيتها وزوجها – وما
أكثر هذه الحقوق – عليها أن تأخذ بطرف يسير من الأمور الثانوية
كالتعليم , والعمل , والنشاطات الاجتماعية أن بيتها سوف يتأثر فلتترك
هذه الأمور بثقة , ودون تردد , أو لوم نفسٍ