للحب
أسطورة.. لا يعرفها الجميع برغم أنه يملئ نبض القلوب..ويحركها إلي تلك
الغريزة الجميلة.. التي تنسج حولها أقوي وأجمل قصص الحب في العالم..قيس وليلي.. روميو وجولييت.. عنتر وعبلة.. كثير عزة....هؤلاء جميعا دفعهم الحب بجنونه إلي المغامرة بأرواحهم من أجل التلاقي.. من أجل بضع لحظات رومانسية تحت سمائه..ولكنهم أيضاً لم يعرفوا الأسطورة....أسطورة منذ قديم الأزل.. حيث لم يكن علي الأرض بشر بعد..كانت الفضائل والرذائل تطوف العالم معا.. وتشعر بالملل الشديد..ذات يوم –و كحل لمشكلة الملل المستعصية– اقترح الإبداع لعبة.. وأسماها الأستغماية..أحب الجميع الفكرة... وصرخ الجنون: أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ.. أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد.. وأنتم عليكم مباشرة الاختفاء..ثم أنه اتكأ بمرفقيه علي شجرة.. وبدأ... واحد.. اثنين.. ثلاثة....وبدأت الفضائل والرذائل بالاختباء...وجدت
الرقة مكانا لنفسها فوق القمر... وأخفت الخيانة نفسها في "كومة زبالة"...
ودلف الولع بين الغيوم... ومضي الشوق إلي باطن الأرض...الكذب صاح بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الأحجار... ثم توجه إلي قاع البحيرة!!!...واستمر الجنون: تسعة وستون.. سبعون.. واحد وسبعون....خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها.. ماعدا الحب!!...كعادته لم يكن صاحب قرار.. وبالتالي لم يقرر أين يختفي.. وهذا غير مفاجئ لأحد.. فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب...تابع الجنون: ست وتسعون.. سبع وتسعون....وعندما وصل الجنون في تعداده إلي مئة... قفز الحب وسط أجمة من الورد واختفي بداخلها...فتح الجنون عينيه.. وبدأ البحث صائحا: أنا آت إليكم.. أنا آت إليكم...كان الكسل أول من انكشف.. لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه.. ثم ظهرت الرقة المختفية في القمر..وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع الأنفاس.. وأشار علي الشوق أن يخرج من باطن الأرض..وجدهم الجنون جميعا.. واحدا بعد الأخر..ماعدا الحب!!....كاد الجنون يصاب بالإحباط واليأس.. في بحثه عن الحب.. حين اقترب منه الحسد وهمس في أذنه: الحب مختفي في شجيرة الورد...التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش...ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب.....................................................ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم يقطر من بين أصابعه...صاح الجنون نادما: يا إلهي ماذا فعلت؟..ماذا أفعل كي أصلح خطأي بعد أن أفقدتك البصر؟..أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ما تستطيع فعله لأجلي.. كن دليلي..وهذا ما حدث منذ ذلك اليوم... يمضي الحب أعمي... يقوده الجنون