أعلن مجلس محافظة الأنبار، الأحد، عن منح أسر ضحايا حادثة النخيب من سكان كربلاء والفلوجة قطع أراض سكنية في أفضل الأحياء بمدينة الرمادي وأربعة ملايين دينار عراقي، فيما قرر اعتبار ضحايا الحادثة شهداء من الدرجة الأولى ويتمتع ذويهم بكافة الامتيازات المادية والمعنوية.
وقال نائب رئيس المجلس سعدون عبيد الشعلان في حديث لــ"السومرية نيوز"، إن "مجلس محافظة الأنبار صوت خلال جلسته التي عقدها اليوم بالإجماع على قرار يمنح بموجبه أسر ضحايا حادثة النخيب من سكان كربلاء والفلوجة قطع أراض سكنية في أفضل الأحياء بمدينة الرمادي مع مبلغ قدره أربعة ملايين دينار عراقي"، مبينا أن "المجلس قرر أيضا اعتبار ضحايا الحادثة شهداء من الدرجة الأولى ويتمتع ذويهم بكافة الامتيازات المادية والمعنوية الممنوحة للصنف".
وأضاف الشعلان أن "القرار يعتبر نافذا وسيتم إبلاغ ذوي الضحايا من سكان كربلاء والفلوجة الذين راحوا ضحية الحادث في ناحية النخيب لمراجعة المجلس لاستلام الأرض السكنية والمبلغ المادي المخصص لهم، إضافة إلى الامتيازات الأخرى".
وشهد قضاء النخيب، في الـ12 من أيلول الحالي، اختطاف مجموعة مسلحة لحافلة يقدر عدد ركابها بأكثر من 30 شخصاً بينهم 22 رجلاً، فضلاً عن عدد من النساء والأطفال في منطقة الوادي القذر، 70 كم جنوب قضاء النخيب، الذي يبعد 400 كم جنوب غرب الرمادي، وعثرت قوة أمنية بعدها على جثث 22 منهم قتلوا رمياً بالرصاص، وكان أغلبهم من مدينة كربلاء فيما كان اثنان منهم من مدينة الفلوجة في الأنبار.
وأكدت وزارة الدفاع العراقية، أمس السبت (17/9/2011)، التوصل إلى حلول حقيقية بشأن معتقلي الرطبة وحادثة النخيب، مشيرة إلى أن شيوخ الأنبار وحكومتها المحلية اتفقوا خلال زيارتهم محافظة كربلاء ومجلس عزاء ضحايا النخيب على محاربة تنظيم القاعدة وترك الأمر للقضاء العراقي.
وتطورت قضية حادثة النخيب بعد أن اعتقلت قوة من مجلس محافظة كربلاء بأمر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، وبالتعاون مع عمليات الأنبار، ثمانية من أهالي قضاء الرطبة في الأنبار، في الـ15 من أيلول الحالي، وتم اقتيادهم إلى محافظة كربلاء وسط إطلاق نار كثيف احتفالاً بالقبض عليهم، الأمر الذي أثار حفيظة أهالي الأنبار، فقد اعتبر زعيم صحوة العراق أحمد أبو ريشة أن العملية غير قانونية وتعتبر "اختطافاً"، فيما أمهل كربلاء 24 ساعة لتسليم "المختطفين"، في وقت لتجاهل مجلس كربلاء الأمر.كما دعا أبو ريشة الحكومة إلى تشكيل لجنة موسعة من محافظتي كربلاء والانبار وتسليمها معتقلي الرطبة قبل انتهاء مدة الـ24 ساعة التي أمهلها لكربلاء، في حين اتهم سوريا بالتورط في حادثة النخيب بهدف لفت الأنظار عما يجري من أحداث هناك.
فيما هدد أمير عشائر الدليم علي حاتم السليمان بـ"قطع يد" حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي في حال عدم إعادة المعتقلين العشرة إلى بغداد.
وخصص زعيم صحوة العراق أحمد أبو ريشة ومحافظ الأنبار قاسم محمد عبد مكافأة بقسمة 50 مليون دينار لمن يساعد القوات الأمنية على اعتقال المتورطين، فيما اتهم ابو ريشة المخابرات السورية بالوقوف وراء الحادث.
وشهدت محافظة الانبار في الـ16 من أيلول الحالي، تظاهرات منددة بما قام به رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي، وهدد أمير عشائر الدليم علي حاتم السليمان بـ"قطع يد" حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي في حال عدم إعادة المعتقلين العشرة إلى بغداد.
وأعلن رئيس الوزراء نوري المالكي، أمس السبت (17 ايلول الحالي) عن إطلاق سراح جميع معتقلي الرطبة لعدم توفر الأدلة بحقهم، مبينا أن الحادثة أعطيت أكثر من حجمها، فيما أكد وزير المصالحة الوطنية عامر الخزاعي، أن المعلومات الأولية أثبتت أن الملقى القبض عليهم بتهمة التورط بحادثة النخيب ينتمون إلى تنظيم القاعدة.