الصحفي..بين نظرة الساسة والعمل الموضوعي! / أوزمير هرموزلو
التطور الغير المشهود والتي طرأت على العالم أفرزت ولادة الكثير من المواضيع الساخنة وأفرزت معها وجود الوقوف عند مصادرها في البحث عن قاع الحدث..
حيث يأتي على رأس هذه المواضيع دور الصحفي في تحليل الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للمجتمعات والسعي من توسيع العمل الرقابي الموضوعي للمؤسسات الحكومية والدولة
هنالك الكثير من التعاريف للصحفي يحدد فيها معالم وظيفته والرقعة التي من الممكن التحرك حوله,وباستطاعتنا القول بأن الصحفي:هو الشخص الذي يحاول اطلاع رأي العام على الحقيقة الواقعية وتكون هذه الحقائق تارةً ذات رتوش وتارةً أخرى بدون رتوش,ويسعى على نقل أراء ومقترحات الإطراف المختلفة حول موضوع ما..لذا نرى اليوم الكثير من الصحفيين محاط نقد الساسة,والسبب يعود إلى إن الصحفي رغم انه يجب إن يركز على الموضوعية التامة في نقل الإحداث لكنه في نفس الوقت إنسان من دم ولحم وله تطلعات وأراء معينة بخصوص الإحداث,لذا من السهل إن نرى صحفيا يدلي بموقفه إزاء المشاكل التي تزم بالبلاد.لكن هذا الكلام لا يطبق على عددً لا بأس به من الساسة,حيث نصادف اليوم الكثير من الساسة والذي لهم دوراً مهماً وحاسماً في اتخاذ القرارات الحاسمة كانوا في الأصل صحفيين واليوم أصبحوا سياسيين ذات مناصب رفيعة,وبالنتيجة من الطبيعي جداً إن نلاحظ ظاهرة التخوف السياسي من الصحفي وقد يكونوا محقين في بعض الأوقات.
وإذا ما القينا نظرة على دور الصحفي التركماني في إظهار الأهداف والغايات السياسية للقضية التركمانية ومدى تفاعلها لدى رأي العام المحلية والدولية ونظرة ساسة التركمان للصحفي.
نرى وبكل سهولة فأن الصحفي التركماني يتعرض إلى ضغوطات كبيرة لأنه هنالك مجاميع وجهات تعمل وبشكل مستمر على إسكات صوت ومنعه من اجل أبراز حجمه الحقيقي في إبداء رأيه حول المواضيع المتعلقة بالمسائل السياسية للبلاد.
إما بخصوص نظرة السياسي التركماني إلى الصحفي ليس بالمستوى المطلوب طبعا وتفتقد إلى طموحات الطرفين حيث يحاول الكثير من الساسة الابتعاد عن الصحفي خوفا من الشيء الذي لم استطاع اكتشافه لحد كتابة هذا المقال.على سبيل المثال لم نصادف اليوم إلا مرات قليلة جداً إن يجتمع احد الساسة بالصحفيين التركمان ويطلعهم على مسير تحركاته في الميادين السياسية والمعوقات التي تقف إمام مشاريع المتبنية من قبل الشعب التركماني بقياداته السياسية.ومن هذا المنطلق فان الصحفي يحاول دائما الاعتماد على التحليل الذاتي في كتابته الإحداث.
والاهم في الأمر: قلة الصحفيين التركمان العاملين في الساحة الصحفية,وهذا يصب في عدم وجود مؤسسات إعلامية ذات القطاع الحكومي والخاص في مناطق تواجد التركمان وان وجودت فأن هذه المؤسسات ذات القطاع الخاص ,لا تعمل ضمن نظام "الضمان الاجتماعي"إي يكون عمله الأساس هو الصحافة ,لذا نرى الكثير من الصحفيين التركمان تركوا العمل في هذا المضمار نتيجة أنشغالهم بالعمل في الدوائر الحكومية.وان إيجاد حلول لهذه المشكلة يقف على مدى الدور الايجابي لإزالة هذا المعوق من قبل الحكومة والدولة.
في السابق كان الإعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص يعرف بـ(السلطة الرابعة)وهذا الحال تغّير اليوم بعد نشوب بما يسمى"بصراع الحضارات"فالكثير يعملون من اجل ان يكون لهم إعلاما مميزا للوصول إلى بؤرة مركز القرار السياسي والاستحواذ على تعاطفهم وذلك لتعريفهم على المشاريع السياسية للقضايا والشعوب ..وكان هذا سر نجاح الكثير من القضايا.