لَنْ أنْطِقُ أنا --- القَلَمُ يَتَكَلَما §§§
{يا سادَتي سَأبدأُ شَهيقَ الشَوقِ مِنْ هُنا --- واصْطَفيكُمْ عَلى نَفْحي شَهادَتاً وحُكْما}
شَوقي في الفؤادِ تَحَكّما
ودَمعي جَرى يَحْكي على الخَدينِ عِندَما
حَدى حاديَ الرِكْبِ بينما
فَقُلْتُ لعَيني أبدلي الدَمعَ بالدَما
فان عادَ يا مُقلَتيَّ كانَ لكِ الهَنا
وان طالَ جَفاءهُ كانَ لكِ العَما
فَيا قَلبُ لا تَنسى وداداً في قَعرِكَ كَنا
ولا تَغفَلُ عَنْ عَيشاً بالسرورِ تَنَعْما
لَقَدْ حَلَّ سَهْمُ القَلَتُ بِحُرْقَة البَينِ مُطْعِنا
فَجَرعَني كأسَ الفِراقِ عَلقَما
وحُرِّمَ الرغْدُ لِجَفْنَيا في غَسَقِ الدُجى
فَقَطَعْتُ البيدَ أقْتفي الأثَرَ ولَيلي أظلَما
الروحُ تَشْكوكَ الكَلَلُ والعَنا
وأغصانُ عشقي ذَبُلَتْ وزَهرَةُ حُبي تَيَبّسَتْ مِنَ الضَما
والحَنينُ أجَّجَ في جَوارحي نَفْحَ الغِنا
فانْفَلَجَ الفؤادُ ماطياً بِذِكرِكَ ومُغْرَما
فالقُربُ مِنكَ ايها الحَبيبُ يَبُثُني سَعْداُ متفضلاً بالمنى
وَبُعْدَكَ يَخْتَرِقُني حُزْناً يُعَشْعِشُ بأحلامي مُتَبَسِّما
أيا مَنْ لَكَ في الحَشا مَسْكَنا
غدَوتَ ليَ الوَطَنُ وأرضُ الحِمى
وَصَفْتُ لِقَلْبَكَ وَجْديَ النامي لَعَلَهُ حَنا
وَرَقَّ --- فَشَمْلَ الصَبْرُ عَليهِ طَغا وَتَصَرّما