الان وبعد طول عناء وجفاء
بين أنقاض ورفات العظام
انثر ثوبى بين طيات السماء
أزرع همى وحزنى بين العظماء
أروى بدمى شوقى للحسناء
لا تلومونى عى الماضى والعناء
لا تحاسبونى على شوقى والغباء
فانا لم اكن يوما من الاغبياء
فحبى لفاتنة من بحر العلياء
كان يحفها الظل ويحتويها الجفاء
وينثر على ثيابها الالم والبكاء
وكانت صغيرة مثل الملاك
أخذت بيديها ومددت لها قلبى فداء
فلا تسألوا عن يوم كان من السعداء
يوم نطق لسانها بكلمة الاحباء
طفلة وفى يدها حنو وامل الشعراء
رسمت طريقها وسط صخر الصحراء
فأمس كانت لى واليوم فى بلاد الغرباء
وانا على حافة النهر من الاتقياء
أقوم ليلى وأدعو ربى وسط البكاء
ربى لا تمتنى قبل يوم اللقاء