الخير والشر
.. علنا لسنا متساوين في القدرات والمهارات الحياتية وحتى في طريقة التفكير فلكل اسلوبه في المعيشة وفكره في هذا العالم الفسيح ونظرته الخاصة إلى الأمور بيد أن الخير والشر واضحان وضوح الشمس ، ويمكن لكلينا إن يميز بين المصلحة والمفسدة إلا اللهم مرضى النفوس الذين تسيرهم المصالح والأهواء في سبيل الإغواء أو نيل مطالبهم بصورة غير شرعية .
وما أكثرهم في هذا العالم فالكل يمارس حقه الشرعي بطريق غير شرعي ويسعى إلى الحرام مع أن الحلال إمامه وربما ملك يمينه . فما أتعسها من حياة حين تنصرف بنا عن جادة الصواب وما أبشعنا من بشر حين يغوينا الشيطان ويغوي معنا أناس كثيرين . فالحلال بين والحرام بين وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتركون سبعين بابا في الحلال حتى لا يقعوا في الحرام. فكيف حالنا نحن طبعا لا مجال للمقارنة فنحن أحيانا نقع في الحرام ثم نعلل أن الحياة تقتضي ذلك وان الظروف اختلفت وعلما بأن هذه حجتنا في الدنيا أما أمام مسألة الجبار فالحال يختلف ففي الغد لكل سؤال جواب فالمسألة أعظم مما تتصور.
.. ذاك الصديق كان لطيفا وديعا .. وقلبا رحوما مليئا عطفا وعاطفة فكيف تنقلب الموازين وتسير به إلى الحضيض .. كيف ؟! قد أغوته وبكلمة سلبته وبنظرة خاطفة اسرته غير انه مسكين ، فما هذا الحب غير إنها أوهمته انه الحب . انه الفراغ .. مهلك الشباب ، أهلكه الفراغ وانسلخ شيئا فشيئا عن دينه وقيمه وساعات و ساعات تضيع من عصرك يا إنسان وأنت غافل باسم الحب.
من أراد الطهر والعفاف أيها الصديق لا يدخل من باب الحرام ومن أراد الستر والنقاء لا يلعب في العراء. إنها الإرادة التي تتحكم في أهوائك ونزعات الشيطان الذي ظل زمنا يمارس ألاعبيه عليك فما انتهت بعد ؟! وما أدركت عواقب عملك القبيح؟
أم انه الأمل الزائف وأوهام الحب الذي تمارسانه .. أيها الصديق .. بإمكانك الآن أن تقول لا .. وألف لا .. لا .. للغش والكلمات الكاذبة والحب الفاضح .. نعم الصدق للحقيقة .. للطهر والنقاء.
واذكر أخي الحبيب أختي الحبيبة إن باب التوبة مفتوح وان الله يحب العبد التائب.
وقد قال الإمام علي كرم الله وجهه : من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ومن كان له من نفسه واعظا كان عليه من الله حافظا.