موسم حب الملوك (الكرز)بمدينة صفرو المغربية
صفرو مدينة صغيرة تقع في سفح جبال الأطلس المتوسط على بعد ثمانية وعشرين
كيلومترا جنوب شرق مدينة فاس، هي مدينة قديمة يشهد على عراقتها وأصالتها
تراثها التاريخي والعمراني والثقافي الإسلامي واليهودي. هي روضة من رياض
المغرب الجميلة وحوض من أحواضه الفاتنة الخلابة، أخاذة بأسوارها العالية،
وأحيائها العتيقة، وجنانها وأشجارها الكثيرة ذات الظلال الوارفة، وغاباتها
الموحشة، ومغاراتها المأهولة، وعيونها المتدفقة، وشلالها المنهمر
وواديهاالجارف ومهرجانها العريق
تحتفل مدينة صفرو المغربية الجميلة بموسم حب الملوك وذلك بتنظيم مهرجان
جميل لهذه الغاية فتأخذ الشوارع زينتها بالورود والزهور وترتدي الفتيات
أجمل الألبسة التقليدية المغربية .
و قد بدأ الاحتفال بموسم حب الملوك منذ عهد الحماية الفرنسية سنة 1919 حيت
قام الفرنسيان "فانطوين" "وفلوس" بدراسات أثبتت أن منطقة صفروا تتوفر علي
مناخ ملائم لغرس الكرز فظهرت أول مغروسة للوجود بمدشر بني صفار وأطلق عليها
اسم حديقة التجارب، وهكذا استمرت عملية التشجير فتحولت مدينة صفروا إلى
أهم مدينة منتجة للكرز بالمغرب. وأصبح موسم جني الكرز مناسبة للقاء في جو
من التسامح والوئام والفرح بين أصحاب المزارع والفلاحين وأهالي المدينة حيت
يساهم الجميع في الاحتفالات الشعبية التي تقام علي مدار أسبوع
كامل-الاسبوع الثاني من كل شهر يونيو- يتم خلاله اختبار جملية الكرز أو ما
يطلق عليه بملكة حب الملوكوتشارك
فيها مجموعة من الفتيات والصبايا اللاتي ينتمين الى المنطقة اوالنواحي حيث توضع
شروط صارمة للفوز بالجائزة القيمة.
وتضع لجنة تحكيم متخصصة تتكون من العديد من الاكاديميين والاعلاميين واساتذة
في الفن ومهتمين بعالم الموضة والتزيين والجمال مجموعة من الشروط الاساسية على
المرشحات من بينها جمال الفتاة الطبيعي وحيازتها شهادة علمية عالية وذكاء خاص وان
لا يزيد عمرها عن السادسة والعشرين. ومن اختصاصات سيدة الكرز استقبال
الوفود الرسمية والزوار والترحيب بهم حسب تقاليد المنطقة ، وتقوم بتوزيع
فاكهة الكرز المصفقة بعناية في سلات مستديرة كرمز لحفاوة الاستقبال وكرم
الضيافة التي تتمتع بها المنطقة .
وتوشح ملكة جمال موسم حب الملوك تاج من الذهب الخالص ،تبقى محتفظة به إلى
الموسم المقبل حيث تقدمه لملكة أخرى .محاطة بوصيفتيها الجميلتين في اجواء
بهيجة ثم تطوف في شوراع المدينة وهي توزع فاكهة الكرز
والتحيات على الضيوف والمشاركين والسياح.
وينظم مهرجان مدينة صفرو التي تبعد عن الرباط حوالي 450 كيلومتر جنوبا
مجموعة من الانشطة الثقافية والفلاحية والسياحة تهدف بالاساس الى انعاش
المنطقة التي تتوفر على الكثير من المؤهلات الطبيعية الجميلة وموروث
تراثي اصيل خاصة وانها تقع بالقرب من جبال الاطلس المتوسط.
ويهدف الموسم الى خلق دينامية حقيقية في المجال الفني والثقافي والسياحي
والفلاحي فضلا عن الاحتفاء بالكفاءات المحلية في عدة مجالات وتنظيم معارض
وندوات وورش واحياء التراث الشعبي من خلال
اقامة العديد من السهرات الفولكلورية
مهرجان رائع وجميل مما أعجبني ...