احبك....قالتها بصوت يرتجف تخنقه الدموع .. وهى خجلى تنزف آخر قطرة من كرامتها فى محاولة اخيرة منها لتحول بينه وبين الرحيل
أجفل ..هزته الكلمة .. اشفق عليها وشعر نحوها بالرثاء ..صمت قليلا ثم قال فى صوت كسير.. ولكنى كفرت بالحب منذ زمن .. لم يعد فى صدرى قلب أحبك به ..
قالت انا لا اريد ان تحبنى فقط دعنى احبك ..انا بدونك نفس ضائعة هائمة فى الفضاء ..وردة تذبل..روح تحتضر
فقال ..
انسينى ولا تنتظرى منى يوما ان اقولها لك ..سامحينى ليت الامر بيدى.. وتركها وانصرف ..
احست بانسحاق الذات...كانت تحاول ان تعطى حبها قبلة الحياة ولكنه لم يصمد.. واخذت تندب حبها تلملم بقاياها وجرحها ينزف..
مرت سنوات وهى تداوى جرحها ولكنه لم يبرئ ابدا وانفطر قلب امها من اجلها فألحت عليها ان تتزوج قبل ان يمر بها قطار الزمن وما زالت امها بها حتى أذعنت وتزوجت
كان زوجها رقيقا حانيا يحبها كثيرا وكانت مخلصة له ولكنها ابدا لم تكن سعيدة.. كانت دائما شاردة تلتزم الصمت .
واخبرها زوجها انه ينتظر ضيف عزيز على العشاء كان قد سافر منذ زمن وعاد الى الوطن من ايام ورجاها ان تحسن وفادته فأذعنت له وأطاعته
حان موعد وصول الضيف استقبله الزوج بفرحة وأقبلت هى فى كامل زينتها فبدت متوهجة وجهها مضئ وابتسامتها آسرة ..احاطها زوجها بذراعيه وقدمها لصديقه وقال :
الم اقل لك انها اروع امراة فى الكون!
مدت يدها لتسلم عليه ورفعت عينيها لتراه وتسمرت قدماها وارتعدت ..يا الهى .. انه هو ..حبيبها قد بعث من الماضى وتمالكت نفسها بعد لآى ..سلمت عليه وحيته باقتضاب وانصرفت لتشرف على اعداد المائدة وتحاشت النظر اليه طوال الوقت وما ان انتهى العشاء حتى تسللت الى حجرتها واغلقت الباب ودفنت رأسها فى وسادتها وأجهشت بالبكاء
تعددت لقاءاتهما اذ كان يصر زوجها على مصاحبة صديقه لهما فى كل مكان حاولت ان تتنصل من الخروج معهما الا ان زوجها لم يعطها الفرصة لذلك واحس شيئا غريبا ..كان كلما اقترب منها وتعرف اليها اكثريجد نفسه مشدودا اليها واحب لقاءها وكان يفكر فيها طوال الوقت ..ووجد نفسه ينجذب اليها دون ان يدرى ..وانتبه الى نفسه كيف يفكر فى زوجة صديقه ..ياله من خائن وقرر الرحيل بعيدا ولكن هذه المرة ذهاب بلا عودة ولب ان يلقاها قبل ان يرحل ووانفطر قلبها عندما علمت بعزمه على الرحيل وسألت نفسها فى اسى .. اما لهذا الطمأ من ارواء؟؟وبعد تفكير رفضت ان تقابله
ثم ارسل اليها ثانية يتوسل اليها ان تأتى لتودعه فآخر وجه يريد ان يراه قبل ان يرحل هو وجهها الحبيب
رتل الرعد نشيدا وانهالت الامطار زخات على الطريق ووجدته ينتظرها بلهفة على رصيف الميناء
هرع اليه حين رآها مد يديه فأجفلت وتراجعت الى الوراء فطفرت من عيونه دمعة واقسى مشهد على النف رؤية رجل يبكى فما بالها وهذا الرجل حب عمرها القادم والآت..
امسكت يديه وقبلتهما ودت لو تجثو على ركبتيها تتوسل اليه ان يبقى ولكنها امسكت
انطلقت صافرة الباخرة تنبئ بموعد الرحيل فأحكمت قبضتها على يديه ودت لو انتهى به العمر هذه اللحظة وسحب يديه من بين يديها وتراجع الى الخلف خطوات حتى اختفى خلف الضباب وانطلقت هى فى طريقها لا تلوى على شئ جسد بلا روح