استنكر القراء من موضوع مقالي السابق (أزمة رجولة) معتبرين أن أزمة الرجولة ان وجدت تلحقها تباعا أزمة أنوثة أيضا..
سائلين بتحدي ..أين هن نساء اليوم من نساء الماضي الجميل ؟
فهل تختلف معايير الأنوثة من ثقافة لأخرى أو من زمن لآخر؟
وهل تكون أزمة الأنوثة سببا في أزمة الرجولة أم العكس هو الصحيح؟
من المتفق عليه أن المرأة اذا كانت دفئا وحنان وسكن فإن الرجل أمانا وقوة وكرما وعطفا.
فمتى تضيع هذه الأنوثة بكل دفئها وحنانها ؟؟
حتما هي لا تضيع بدخولها سوق العمل أو بتدخينها سيجارة مثلا ..
بل تضييع اذا ما أدمنت النكد والكراهية وتخلت عن الحب والرحمه ..
ان هي غلبت الانتقام على التسامح فلا تحترم كبيرها ولا ترحم صغيرها ..
جمال المرأة ورشاقتها في ذكائها ومرونة عضلات عقلها ، لكنها مرغمة تحشره في مقاييس بات الرجل يطلبها في أنثاه حتى انتعشت عيادات التجميل وأصبحت من الضروريات لا الكماليات!
فغيما الأنوثة شىء نشعر به ولا نراه .. نطالب المرأة بطريقة غير مباشره بأن تتعلم فنون الاغواء المبتذل حتى لا يطير طيرها الى شجره أخرى أكثر اخضرارا وبهاء!
فمتى تتخلى هذه الأنثى عن أنوثتها التي هي أعز ما تملك وتبدلها بالشراسة والقبح؟
المرأة لا تستبدل ابتسامتها بالنكد ولا ضعفها بالقوة الا اذا نقصها مع الرجل شىء ما في غاية الأهمية .. فما هو ؟
ولماذا لا يدركه الرجل في معظم الأحيان ؟
يضيع الضعف الجميل عندما يحوله الرجل الى ضعف الانزواء وفقدان الثقة والكآبة..
عندما يكسر ضلعها الأعوج بحماقات طفل..
عندما لا يجيد العزف على الآلة فتعطيه نشازا..
فالرجل الذي يريدها ضعيفة معه قوية مع الآخرين يستغل هذا الضعف بلا تردد أو لا يكون جديرا به في أحيان كثيره!
الرجولة مواقف ..تجبرنا على الاحترام والانصياع
والأنوثة فن .. يجبرنا على التفكير والتأمل
هذا الفن لا يقدره الرجل تقدير المتذوق للوحة فنيه عاليه الجوده طالما هي ملك له ومعلقة على جداره !
لا يحتاج الرجل الى عضلات وقوامه ليروض أنثى بل الى شىء من ذكاء وأبوه تتفوق على طفولة الرجل القابع بداخله..
المرأة لا تتمرد الا في حضرة الغباء ..
وأسألوهن ..
أما لماذا فلأنها مخلوق معقد في تركيبته تحتاج الضعف بالقدر الذي تعشق به القوة !
كيف يجتمع النقيضان ؟؟
للقوة مواقف لا يليق بها الضعف وللضعف مواقف لا تليق فيها القوة؟
في النهاية..
لا تتخلى المرأة عن أنوثتها الا اذا تخلى الرجل عن شىء من رجولته .. وغير ذلك نكون أمام حالات مرضيه.
فلا تتوقع منها عزيزي الرجل أن تعاملك كامبراطور الا اذا عاملتها كملكة في حضرة كل نساء الأرض "الجواري"..
فأي أزمة سبقت الأخرى ؟ أزمة الرجولة أم الأنوثة؟
البيضة أم الدجاجه ؟