النتاج الفكري للمرأة العراقية ابداع في الذاكرة
يُعَدُ اصدار دار الكتب والوثائق العراقية ببلوغرافيا النتاج الفكري للمرأة العراقية اسهاماً منها في تسليط الضوء على اهمية الدور الفكري والثقافي الذي تلعبه المرأة في المجتمع العراقي واهمية الدفاع عن حقوقها الشرعية والقانونية .
كما انّ هذا الاصدار ضرورة ثقافية واجتماعية ، لما يمثله من دليل مادي ملموس على قدرة المرأة العراقية في العطاء الفكري والثقافي المتواصل بالرغم من اعوام العزلة التي عاشتها وظروف الحروب التي أضنتها وزادت من همومها ومتاعبها ووضعتها امام تحديات كبرى تجاوزتها بهمة وصبروثبات في مختلف الميادين ، ومن بينها ميادين العلم والأدب والفكر هذه الميادين التي ولجت اليها بأرادة وأبدعت فيها على الرغم من انقطاعها عن العالم ، بسبب ظروف الحصار العلمي في عقد التسعينيات من القرن الفائت ،فتركت للذاكرة نتاجات ثرّة كتبها يراعها بقدرة هائلة ، تلك القدرة التي تمكنها من الاسهام الفاعل في بناء العراق وتربية الاجيال .
انّ مهمة بناء العراق سياسياً وقانونياً وثقافياً يتطلب الاعتراف الصريح والمباشر بحقوق المرأة وضرورة احتلالها موقعاً متقدماً في عملية البناء والتنمية بطريقة تتناسب مع ثقلها الاجتماعي ومع الأعباء الكبيرة التي كانت ومازالت تتحملها بصفتها أماً وزوجة وأختاً وأبنة .
تجيء الببلوغرافيا منسجمة مع النهج الذي سلكته ادارة دار الكتب والوثائق ، والقائم على فكرة المساواة بين الموظفات والموظفين من حيث توزيع الفرص والامكانيات وتحمل المسؤوليات على مختلف الصُعد ، وهو أمر ينطلق من الايمان بحقوق المرأة وقدراتها الابداعية .
يبلغ عدد المداخل في الاصدارالخاص بنتاج المرأة بين عامي 1991 و2000، (1011)وعاءً ثقافياً في كل مجالات المعرفة كالتاريخ والاعلام والسياسة والبلاغة واللغة والادب والجغرافيا وعلم النفس الاجتماعي والاقتصاد والمكتبات والوثائق .. الخ نُظِمت العناوين وفقاً لتصنيف ديوي العشري موضوعياً ، وادرج تحت كل موضوع رقم المدخل على وفق الترتيب الهجائي ، واُلحِقَ في نهاية العدد كشاف هجائي بأسماء الكاتبات وعناوين الكتب والاطاريح لتسهيل وسرعة استخدام الببلوغرافيا من قبل الباحثين