تتعدد أمراض سوء التغذية، لا بسبب نقص الغذاء، الذي يظهر في المناطق الفقيرة، وفي الأسر محدودة الدخل في كثير من بلاد العالم فحسب، بل نتيجة لعدم استهلاك بعض العناصر المهمة للجسم.
وقد يظهر هذا جليا لدى الأطفال، نتيجة لسرعة نمو الجسم، وارتفاع الحاجة إلى بعض العناصر والمعادن في هذه السن.
وقد يظهر أيضا في ظل وجود أمراض مزمنة، سواء كثرة الارتجاع، أو التقيؤ المتكرر، مما يفقد الجسم نسبة عالية من الغذاء.
كما أن الإسهال المزمن يلعب دورا في ذلك، وهو الذي تسببه الالتهابات الميكروبية والطفيليات والحساسية الغذائية، وهي أكثر الأمراض انتشارا في العالم، وعواقبها وخيمة جدا على الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، خاصة في فصل الصيف، حيث ترتفع نسبة الإصابة بدرجة كبيرة.
مشكلات الشهية الغذائية
أن الأمراض التي تصيب الجسم، مثل الربو الشديد، وأمراض القلب، والتهابات الكلى، أو فشل الكلى، وغيرها، تؤدي إلى عاملين مهمين، الأول هو ضعف وفقدان الشهية، وعدم الرغبة في الأكل، والثاني ظهور مركبات ومواد كيميائية في الجسم بسبب الالتهابات، تثبط مركز الشهية في منطقة المخ، بآلية غير واضحة في الوقت الحاضر، وهذا يؤدي إلى نقص شديد في كمية ونوع الغذاء المستهلك.
أما العامل الثاني فيعود إلى ارتفاع معدل حرق واستهلاك السعرات الحرارية، وبعض العناصر الأساسية، ولا يتم تعويض ما تم حرقه، مما يؤدي إلى ظهور هذه المظاهر.
كثير من أطفالنا يستهلك مأكولات، يمكن القول إنها ضعيفة الفائدة الغذائية، مثل المشروبات الغازية والحلوى، إما بغفلة أو تجاهل من الأسرة لمضاعفات هذا النوع من السلوك غير الصحي، وحين تأتي فترة الأكل لإحدى الوجبات الرئيسية، يستغني الطفل عنها بما ذكرنا.
سوء التغذية
ويضيف د. الزبن أن فقر الدم، الذي ينتج من نقص كمية الحديد في الجسم، لا يكون بسبب قلة أكل اللحم والكبد والأوراق الخضراء الغنية بالحديد فقط، بل قد يعود إلى سوء اختيار الغذاء، حتى في المناطق الغنية، فمثلا استهلاك الألبان والحليب والشاي مع اللحوم، يقلل من امتصاص الحديد إلى درجة عالية. وعلى العكس، فقد يظهر لين العظام بسب عدم التعرض لأشعة الشمس.
ومن أعراض سوء التغذية الأخرى، الخمول، والقلق، والشرود الذهني، وعدم القدرة على التركيز الدراسي، على أن الأعراض قد تختلف حسب نوعية العناصر المفقودة، سواء كان عنصر الحديد الذي يسبب فقر الدم، أو الكالسيوم وفيتامين «دي»، مما يؤدي إلى لين العظام وتأخر المشي وتقوس الساقين.
وقد أظهرت الدراسات الطبية على الأطفال، أن نقص الزنك لدى الأطفال المصابين بالإسهال المزمن يؤدي إلى فقر الدم، وقصر القامة، وتأخر البلوغ. ومن أخطر مظاهر سوء التغذية نقص فيتامين «إيه». وتدل الإحصائيات العلمية على ارتفاع معدل الإصابة به في دول أفريقيا بشكل مزعج، ويؤدي ذلك إلى تهتك قرنية العين، ومن ثم العمى.
التشخيص والعلاج
إن تسجيل وزن الطفل، ومقياس الطول، وقياس محيط الرأس، أسرع وأقوى الطرق لاكتشاف وتشخيص ضعف النمو، أو سوء التغذية.
وينبغي الاستفادة من التحاليل المخبرية للتأكد من أي اشتباه، في حين أن الفحوص الإشعاعية تساعد كثيرا في تحديد أمراض العظام. وفي حالات الأمراض المزمنة، يقوم الطبيب العام بإحالة الطفل إلى الطبيب المختص.
يبدأ العلاج أولا بعلاج الأعراض والأمراض الحادة، وبعد تحديد النقص الغذائي ونوعه، يبدأ رفع القيمة الغذائية والأغذية الأساسية تدريجيا مع متابعة التحسن أولا بأول، حيث إن الأطباء واختصاصيي التغذية، يحرصون على عدم التسرع في العلاج، الذي له أيضا سلبياته الخاصــــة.
وغالبا ما يظهر التحسن بسرعة، إلا أن الطول قد يتأخر لعدة أشهر من بدء العلاج. وينبغي أيضا أن يتذكر الجميع أن سوء التغذية له مضاعفـــاته ذات المدى القريب والبعيد، وأن يتذكروا الحكمة المشهورة بأن الوقاية خير من العلاج.
معلومات مهمة حول تغذية الأطفال
أمراض سوء التغذية تكون إما بزيادة المتناول من العناصر الغذائية، أو بقلة الكميات.
- تقاس القيمة الغذائية (الغذاء الجيد) للطعام بالنوعية، وليس بالكمية فقط.
- من الضروري تناول الألياف الغذائية في الوجبات اليومية باعتدال.
- التنوع في الوجبات المتناولة خلال اليوم، يوفر التوازن الغذائي.
- الأنظمة الغذائية لتحقق الهدف دون أضرار، يجب أن تكون تحت إشراف مختص في التغذية.
- وجبة الإفطار تزود الجسم بثلث احتياجاته من العناصر الغذائية.
- عندما تقل مصادر الغذاء المتناول، والكمية التي يحتاجها الجسم، تتأثر صحة الجسم، وتقل كفاءته في الإنجاز.
- من عادات الأكل الصحية الأكل ببطء، وعلى دفعات صغيرة، لتسهل امتزاج الطعام بالعصارات المعوية وسهولة هضمه.
- قلة الحركة والتدخين من العوامل المؤثرة في كمية الكالسيوم في الجسم، وينتج عنها ضعف عام للعظام.
- بدء الوجبة بتناول مقبلات صحية يهيئ المعدة لاستقبال الطعام، بتنشيط إفراز عصائرها الهاضمة.
- حمض الفسفوريك والستريك الموجودان في المشروبات الغازية يقللان من امتصاص الكالسيوم.
- يظل لبن الأم الأفضل دائما من الأغذية الصناعية، حتى لو قلت كميات بعض المغذيات فيه، ذلك الذي يحدث في حالة سوء التغذية الشديد للأم.
- الرضاعة الطبيعية خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل، يمكن أن تزود الطفل بكل الماء والمغذيات التي يحتاج إليها.
- تركيب لبن الأم يختلف تبعا لعمر الرضيع، وفي بداية الرضعة عن آخرها، وبين رضعة وأخرى.
- اللباء هو لبن الأم في الأيام القلائل الأولى بعد الولادة، ويكون غليظ القوام مائلا للصفرة، يحتوى على بروتينات أكثر مما يحتويه اللبن الناضج.
- يبدأ الفطام بإدخال التغذية التكميلية للبن الأم من الشهر السادس من عمر الطفل.