إن الماضي مسيطر علينا ، وقد غدا مقدسا في عواطفنا بعد أن كان مجيدا في عقولنا
، فهو اليوم ،
فوقنا دوما وليس من السهولة جعله يتساوق معنا اليوم ليمشي وراء الحاضر من اجل المستقبل ..
إن متغيرات هذا العصر لا نجدها في كتب الماضي .
وعليه ،
فلابد من حصول إدراك متبادل بين مجتمعاتنا ومتغيرات العصر ، فالماضي سوف لا يطعمنا أو يسقينا وهو لا ينقذنا ولا يحيينا ..
قد يحفزنا ويعلمنا ..
يرشدنا ويهدينا ، ولكن أن يصبح دكتاتورا علينا ، فهذا ما سيضرنا كثيرا ،
خصوصا إذا اختلطت مثالبه مع صوالحه في الأذهان .. إننا لا نعالج الأمر ،
بأن ننفي دراسة التاريخ وتدريسه في مدارسنا وجامعاتنا ، بل ينبغي معرفته لا للاندماج معه ، بل للاستفادة منه ! إن أحياء اليوم لا تنقذها عظام الماضي ،
وأجد من يؤمن بذلك إيمانا جارفا من دون أي شعور بما سيؤول إليه المصير ..
ولا اعتقد أن أحدا سينتقدني إذا وجدني انتقد بعد مئة سنة من التحولات ما نجده من غرائب تعويذات ،
وتقديس أضرحة ، وبكائيات مولولين ، وثارات ماضويين ،
ورقص مشعوذين ، ومواعظ دجالين !
هناك من يختزل حياته بهذا من دون أن يعلم أنها بحاجة إلى فقه جديد ومصالح مرسلة جديدة ..
بل والى تغيير جوهري كبير ..
والفرق كبير بين انقسامات فرق الملل والنحل في مجتمعاتنا وبين تجليات فلسفتنا وترجماتنا وعلومنا وآدابنا في تاريخنا !
ما العمل ؟