هل أنصفت وسائل الإعلام العراقية المرأة في تغطيتها الصحفية؟
ديار بامرني
أكدت ناشطات وصحفيات إن الإعلام العراقي غبن المرأة من خلال تركيزه على مواضيع يعتبرها أهم من المرأة مثل الأمن والسياسة ، وطالبن المؤسسات الصحفية بأن تكون أكثر مهنية وان تتناول مواضيع مهمة خاصة بالمرأة.
ناشدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، عائشة روز ميغيرو وسائل الإعلام القيام بدور أكبر في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن الإعلام يمكن أن يغير من الأنماط السائدة والمتعلقة بالرجال والنساء على حد سواء. واضافت ان "هناك الكثير مما يجب عمله لجعل المناخ الإعلامي وصناعة الإعلام أكثر حساسية وشمولا فيما يتعلق بقضية المساواة".
وجاءت تصريحات ميغيرو أمام مؤتمر لوزراء المجلس ألاوروبي المعنيين بالمساواة بين الجنسين والذي انعقد في باكو عاصمة أذربيجان. وقالت ميغيرو "إن وسائل الإعلام تقنع الناس في أنحاء العالم كل يوم برأي معين حول الذكورة والأنوثة، وللأسف غالبا ما تكون باللجوء إلى أنماط مدمرة".
وأضافت "أن مثل هذه الأنماط المدمرة غالبا ما تغذي التمييز بين الجنسين وهو السبب الرئيسي للعنف ضد النساء والفتيات". كما أكدت نائبة الأمين العام أن قوانين وقيادة الأمم المتحدة ليست كافية لوحدها لنشر المساواة بين الجنسين".
واصبحت مواضيع المرأة وحقوقها والانتهاكات التي تتعرض لها من بين اهم المواضيع التي سلطت جهات عدة الضوء عليها. وكان لفسحة الحرية وظهور العشرات من وسائل الإعلام الدور في كسر حاجز العادات والتقاليد، وعبور خطوط حمراء بنظر المجتمع والحديث عن مواضيع حساسة تخص المرأة والانتهاكات التي تتعرض لها.
ولكن بالرغم من ذلك يشير البعض إلى الدور الضعيف للإعلام في مناصرة المرأة وجعلها المحور الأساس في تغطياتها الصحفية، بل ووصل الحال إلى حد اتهام البعض السلطة الرابعة بأنها خذلت المرأة واستغلتها لتكون مادة إعلامية يتناولها البعض، عند الحاجة، لإمرار أجندات خاصة بها.
برنامج حقوق الإنسان في العراق أجرى لقاءات مع عدد من الناشطات والإعلاميات العراقيات اللواتي اجمعن على ضعف الإعلام في تناوله موضوع المرأة بكل جوانبه ولخصن الأسباب بإتباع جميع وسائل الإعلام وحتى المستقلة منها أجنداتها الخاصة، وتأثر ما يكتب ويقال عن النساء بالعادات والتقاليد والمجتمع الذكوري.
الناشطة والإعلامية مها الخطيب من محافظة بابل اتهمت وسائل الإعلام بأنها غبنت المرأة من خلال تركيزها على مواضيع تعتبرها أهم من المرأة مثل الأمن والسياسة.
لكن هناك العديد من وسائل الإعلام التي تمكنت من كسر حاجز الخوف من التقاليد والأعراف وخطوطها الحمر، وتحدثت عن مواضيع حساسة كانت الى وقت قريب من المواضيع الممنوع تداولها. الخطيب قالت ان الفضل يعود في ذلك الى وسائل الإعلام الأجنبية وليس المحلية التي ذكرت انها تخضع لسيطرة أحزاب دينية وإسلامية.
الإعلامية والصحفية سميرة الربيعي من البصرة أضافت نوعا آخر من التمييز الذي يمارس بحق النساء وهو التمييز بين المرأة والرجل في المؤسسات الإعلامية نفسها وتعرض العديد من الصحفيات الى مضايقات مجتمعية وفي العمل ما أجبرت العديد منهن على ترك المهنة.
وقد افتخر العديد بعد 2003 بوجود فسحة من الحريات ودور الاعلام المهم في العراق الجديد ولكن الصحفية سميرة الربيعي تقول ان هذه الصورة لم تعد مشرقة، إذ عاد العراق من جديد الى المربع الاول.
سوزان عارف مديرة منظمة تمثيل المرأة في أربيل ضمت إقليم كردستان الى بقية أجزاء العراق وقالت ان وسائل الاعلام لم تستغل الحريات الموجود في الإقليم لتكن أكثر مهنية ولتتناول مواضيع مهمة خاصة بالمرأة. واكدت ان الاعلام العراقي لم يصل الى مرحلة النضج لكي يعول عليه في تثقيف المجتمع والحديث عن مشاكله وحلها. واعطت سوزان عارف مثالا على عدم حرفية وسائل الاعلام والمواضيع التي تختارها، وذلك بتناسي معظم المؤسسات الصحفية الحديث عن يوم المرأة العالمي الذي تزامن مع فترة الانتخابات.
الدكتورة سوسن البراك مديرة قسم المرأة في وزارة حقوق الانسان ذكرت ان وسائل الاعلام تلجأ الى الحديث عن المرأة من اجل تحقيق اهداف خاصة بها. ووصفت البراك بعض وسائل الاعلام بعدم الحيادية في تناولها مواضيع تخص المرأة. واوردت البراك أمثلة على عدم حرفية وسائل الاعلام من خلال عدم تغطيتها لاحداث ومناسبات مهمة، والحديث عن السلبيات وتجاهل الايجابيات وما حققته المرأة من نجاحات، وعزت ذلك الى اجندات تلك المؤسسات الصحفية.
وسألنا ضيفات البرنامج ماهي القرارات والتغييرات التي سيلجأن اليها لو كن في موقع يسمح لهن باتخاذ قرارات وإجراء تغييرات؟
الإعلامية مها الخطيب من بابل قالت انها ستقترح تشريع قانون حماية الصحفي ومساواة الرجل مع المرأة وليس العكس!
الصحفية والناشطة سميرة الربيعي من البصرة قالت انها ستطلب ايضا بتشريع قانون يحمي الصحفيين، وان تكون هناك مؤسسات إعلامية تدار من قبل النساء وتختص بالمرأة وتكتب عن مشاكلها وهمومها.
واعتبرت سوزان عارف مديرة منظمة تمثيل المرأة الإعلام مهما وخطرا في الوقت نفسه لانه سلاح ذو حدين وبالتالي فانها ستطالب بان يكون هناك اهتمام اكبر بكليات الإعلام لتخريج صحفيين مهنيين وحرفيين ليحلوا محل من استغلوا فسحة الحريات بعد 2003 وأطلقوا على أنفسهم إعلاميين.
الدكتورة سوسن البراك مديرة قسم المرأة في وزارة حقوق الانسان قالت انها ستطالب الحكومة بتقديم مزيد من الدعم للشباب والشابات وبالاهتمام بكليات الإعلام وبان يكون هناك قانون ينظم عمل وسائل الإعلام.